الاحـــــبــــة

الاحـــــبــــة
اللورد حبة ميناس

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

شؤون صغيرة


شؤون صغيرة
تمر بها أنت . . دون التفات
تساوى لدى حياتى
جميع حياتى . .
حوادث . . قد لا تثير اهتمامك
أعمر منها قصور
وأحيا عليها شهور
وأغزل منها حكايا كثيرة
وألف سماء . .
وألف جزيرة . .
شؤون . .
شؤنك تلك الصغيرة
فحين تدخن أجثو أمامك
كقطتك الطيبة
وكلى أمان
ألاحق مزهوة معجبة
خيوط الدخان
توزعها فى زوايا المكان
دوائر . . دوائر
وترحل فى آخر الليل عنى
كنجم ، كطيب مهاجر
وتتركنى ياصديق حياتى
لرائحة التبغ والذكريات
وأبقى أنا . .
فى صقيع انفرادى
وزادى أنا . . كل زادى
حطام السجائر
وصحن . . يضم رمادا
يضم رمادى . .
****
وحين أكون مريضة
وتحمل أزهارك الغالية
صديقى . . إلى
وتجعل بين يديك يدى
يعود لى اللون والعافية
وتلتصق الشمس فى وجنتى
وأبكى . . وأبكى . . بغير إرادة
وأنت ترد غطائى على
وتجعل رأسى فوق الوسادة . .
تمنيت كل التمنى
صديقى . . لو أنى
أظل . . أظل عليلة
لتسأل عنى
لتحمل لى كل يوم
ورودا جميلة . .
****
وغن رن فى بيتنا الهاتف
إليه أطير
أنا . . ياصديقى الأثير
بفرحة طفل صغير
بشوق سنونوة شاردة
واحتضن الآلة الجامدة
واعصر أسلاكها البارده
وانتظر الصوت . .
صوتك يهمى على
دفينا . . مليئا . . قوى
كصوت نبى
كصوت ارتطام النجوم
كصوت سقوط الحلى
وأبكى . . وأبكى . .
لأنك فكرت فى
لأنك من شرفات الغيوب
هتفت إلى . .
****
ويوم أجىء إليك
لكى أستعير كتاب
لازعم أنى أتيت لكى أستعير كتاب
تمد أصابعك المتعبة
إلى المكتبة . .
وأبقى أنا . . فى ضبب الضباب
كأنى سؤال بغير جواب . .
أحدق فيك وفى المكتبة
كما تفعل القطة الطيبة
تراك اكتشفت ؟
تراك عرفت ؟
بأنى جئت لغير الكتاب
وأنى لست سوى كاذبة
. . وأمضى سريعا إلى مخدعى
أضم الكتاب إلى أضلعى
كأنى حملت الوجود معى
أشعل ضوئى . . وأسدل حولى لستور
وأنبش بين السطور . . وخلف لسطور
واعدو وراء الفواصل . . أعدو
وراء نقاط تدور
وراسى يدور . .
كأنى عصفورة جائعة
تفتش عن فضلات البذور
لعلك . . يا . . ياصديقى الأثير
تركت بإحدى الزوايا . .
عبارة حب قصيرة . .
دنينة شوق صغيرة
لعلك بين الصحائف خبأت شيئا
سلاما صغيرا . . يعيد السلام إليا
****
وحين نكون معا فى الطريق
وتأخذ - من غير قصد - ذراعى
أحس أنا ياصديق . .
بشيء عميق
بشيء يشابه طعم الحريق
على مرفقى . .
وأرفع كفى نحو السماء
لتجعل دربى بغير انتهاء
وأبكى . . أبكى بغير انقطاع
لكى يستمر ضياعى
وحين أعود مساء إلى غرفتى
وأنزع عن كتفى الرداء
أحس - وما أنت فى غرفتى - بين يديك
تلفان فى رحمة مرفقى
وأبقى لأعبد يامرهقى
مكان أصابعك الدافئات
على كم فستانى الأزرق . .
وأبكى . . وأبكى . . بغير انقطاع
كأن ذراعى ليست ذراعى . .

new

رسائل لم تكتب لها

مزقيها . .
كتبى الفارغة الجوفاء إن تستلميها . .
والعنينى . . والعنيها
كاذبا كنت . . وحبى لك دعوى أدعيها
إننى أكتب للهو . . فلا تعتقدى كاجاء فيهافانا - كاتبها المهووس - لا أذكره
ماجاء فيها . .
اقذفيها . .
اقذفى تلك الرسالات . . بسل المهملات
واحذرى . .
أن تقعى فا الشراك المخبوء بين الكلمات
فانا نفسى لا ادرك معنى كلماتى
فكرى تغلى . .
ولا بد لطوفان ظنونى من قناة
أرسم الحرف
كما يمشى مريض فى سبات
فإذا سودت فى الليل تلال الصفحات
فلأن الحرف ، هذا الحرف جزء من حياتىولأنى رحلة سوداء فى موج الدواة
****
اتلفيها . .
وادفنى كل رسالاتى باحشاء الوقود
واحذرى أن تخطئى . .
أن تقرئى يوما بريدى
فانا نفسى لا أذكر مايحوى بريدى ! . .
وكتاباتى ، وأفكارى ، وزعمى ، ووعودىلم تكن شيئا ، فحبى لك جزء من شرودىفأنا أكتب كالسكران
لا أدرى اتجاهى وحدودى
أتلهى بك ، بالكلمة ، تمتص وريدى
قحياتى كلها .
شوق إلى حرف جديد
ووجود الحرف من ابسط حاجات وجودىهل عرفت الآن ما معنى بريدى ؟

 

حقا ئب البكاء

إذا أتى الشتاء
وحركت رياحه ستائرى
أحس ياصديقتى
بحاجة إلى البكاء
على ذراعيك . .
على دفاترى . .
إذا أتى الشتاء
وانقطعت عندلة العنادل
وأصبحت . .
كل العصافير بلا منازل
يبتدىء النزيف فى قلبى . . وفى أناملى كانما الأمطار فى السماء
تهطل ياصديقتى فى داخلى . .
عدئذ . . يغمرنى
شوق طفولى إلى البكاء . .
على حرير شعرك الطويل كالسنابل . .
كمركب أرهقه العياء
كطائر مهاجر . .
يبحث عن سقف له . .
فى عتمة الجدائل . .
****
إذا أتى الشتاء . .
واغتال مافى الحقل من طيوب
وخبأ النجوم فى ردائه الكئيب
ياتى إلى الحزن من مغادرة المساء
ياتى كطفل شاحب غريب
مبلل الخدين والرداء . .
وافتح الباب لهذا الزائر الحبيب
امنحه السرير . . والغطاء
امنحه . . جميع مايشاء

new

قصيدة غير منتهية فى تعريف العشق

عندما قررت أن أكتب عن تجربتى فى الحب
فكرت كثيرا . .
ما الذى تجدى اعترافاتى ؟
وقبلى كتب الناس عن الحب كثيرا . . .
صوروه فوق حيطان المغارات ،
وفى أوعية الفخار والطين ، قديما
نقشوه فوق عاج الفيل فى الهند
وفوق الورق البردى فى مصر ،
وفوق الرز فى الصين . .
وأهدوه لقرابين ، وأهدوه النذورا . .
****
عندما قررت أن أنشر أفكارى عن العشق
ترددت كثيرا
فأنا لست بقسيس
ولا مارست تعليم التلاميذ ،
ولا أؤمن أن الورد .
مضطر لأن يشرح للناس العبيرا . .
ما الذى أكتب ياسيدتى ؟
إنها تجربتى وحدى . .
وتعنينى أنا وحدى . .
وتلغينى من التاريخ وحدى . .
إنها السيف الذى يثقبنى وحدى . .
فأزداد مع الموت حضورا . .
****
عندما سافرت فى بحرك ياسيدتى . .
لم أكن أنظر فى خارطة البحر ،
ولا طوق نجاة . .
بل تقدمت إلى نارك كالبوذى . .
واخترت المصيرا . .
لذتى كانت بأن أكتب بالطبشور . .
عنوانى على الشمس . .
وأبنى فوق نهديك الجسورا . .
****
حين أحببتك . .
لا حظت بأن الكرز الأحمر فى بستاننا
أصبح جمرا مستديرا . .
وبأن السمك الخائف من صنارة الأولاد . . .
يأتى بالملايين ليلقى فى شواطينا البذورا . .
وبان السرو قد زاد ارتفاعا . .
وبأن العمر قد زاد اتساعا . .
بأن الله . .
قد عاد إلى الأرض أخيرا . .
****
حين أحببتك . . لا حظت بان الصيف يأتى .
عشر مرات إلينا كل عام . .
وبأن القمح ينمو . .
عشر مرات لدينا كل يوم
وبأن القمر الهارب من بلدتنا . .
جاء يستأجر بيتا وسريرا . .
وبأن العرق الممزوج بالسكر والينسون . .
قد طاب على العشق كثيرا . .
****
حين أحببتك . .
صارت ضجكة الأطفال فى العالم أحلى . .
ومذاق الخبز أحلى . .
وسقوط الثلج أحلى . .
ومواء القطط السوداء فى الشارع أحلى . .
ولقاء الكف بالكف على أرصفة " الحمراء " أحلى . .
والرسومات الصغيرات التى نتركها فى فوطة المطعم أحلى
وارتشاف القهوة السوداء . . والتدخين . .
والسهرة فى المسرح ليل السبت . .
والرمل الذى يبقى على أجسادنا من عطلة الأسبوع
واللو النحاسى على ظهرك ، من بعد ارتحال الصيف
أحلى . .
واتلمجلات التى نمنا عليها . .
وتمددنا . . وثرثرنا لساعات عليها . .
أصبحت فى أفق الذكرى طيورا . .
حين أحببتك ياسيدت

طوبوا لى . .
كل الأشجار الأناناس بعينيك . .
وآلاف الفدادين على الشمس ،
وأعطونى مفاتيح السماوات . .
وأهدونى الحريرا
****
عندما حاولت أن أكتب عن حبى . .
تعذبت كثيرا
إننى فى داخل البحر . .
وإحساسى بضغط الماء لا يعرفة
غير من ضاعوا بأعماق المحيطات دهورا
****
ما الذى أكتب عن حبك ياسيدتى ؟
كل ماتذكره ذاكرتى . .
أننى استيقظت من نومى صباحا . .
لأرى نفسى أميرا . . . . . .

new

عادات

تعودت قهوتك العربية
كل صباح
ورائحة البن فعل اعتياد

تعودت صوتك
يضرب مثل البيانو
خفيفا ، عميقا ، حزينا
وصوت النساء ظن معاشرة واعتياد

تعودت عطرك
يدخل تحت مسامات جلدى
وقد يصبح العطر . .
- مثل الكتابة -
فعل اعتياد . .

تعودت وجهك
يكتب نصف القصيدة فبلى
ويمسك خيط العبارة قلبى
ويغمس اصبعة
فى المداد . .

تعودت شعرك
يمتد مثل العريشة فوقى . .
وصهل فوق ضلوعى
صهيل الجياد . .

تعودت قغطانك المغربى
ينقط وردا ً وماء ً على
وفى حالة العشق . .
يصبح ثوب الحبيبة بيتا ً . .
ويصبح أما ً . .
ويغدو لنا وطنا ً . . مثل كل البلاد . .

تعودت عينيك
مثل حشيشة كيف . .
فما عدت أبصر
بين العيون الكبيرة
الا السودا . .

تعودت . .
أن تغطى بريش حنانك
خمسين عاما ً . .
ومنذ سحبت غطاء الأمومة عنى
نسيت الرقاد

تعودت جسمك . .
يسرق نصف الشراشف منى
ونصف الوساد
ويحتلنى بوصة بوصة
ويتركنى كومة رماد . . .
new

حكاية

كنت اعدو فى غابة اللوز . . لما
قال عنى ، اماه إنى حلوة
وعلى سالفى . . غفا زر ورد
وقميص تفلتت منه عروه
قال ماقال . . فالقميص جحيم
فوق صدرى ، والثوب يقطر نشوة
قال لى : مبسمى وريقة توت
ولقد قال إن صدرى ثروه
وروى لى عن ناهدى حكايا ..
فهما دورقا رحيق ونور
وهما ربوة تعانق ربوة . .
أأنا حلوة ؟ وأيقظ أنثى
فى عروقى ، وشق للنور كوة
إن فى صوته قرارا رخيما
وبأحداقه . . بريق النبوه
جبهة حرة . كما انسرح النور
وثغر فيه اعتداد وقسوة
يغصب القبلة اغتصابا . . وارضى
وجميل أن يؤخذ الثغر عنوة
ورددت الجفون عنه . . حياء
وحياء النساء للحب دعوه
تستحى مقلتى . . ويسأل طهرى
عن شذاه . . كأن للطهر شهوه
أنت . . تنكرى على احتراقى
كلنا ... فى مجامر النار نسوه .
new